نشرت صحيفة "
التايمز" البريطانية كاريكاتيرا مثيرا للجدل على صدر صفحتها الأولى عن زيارة رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا
ماي، للمملكة العربية
السعودية.
وهاجم رسم الصحيفة حكام المملكة والدور السعودي في حرب اليمن، وأولويات ماي في زيارتها للسعودية.
ووفق ما تابعته "
عربي21"، فإنه يظهر في
الكاريكاتير العاهل السعودي الملك سلمان وهو يحمل سيفا عليه دماء، في تذكير لغارات التحالف العربي في اليمن الذي تقوده السعودية، التي أودت بحياة مدنيين.
وفي الرسم، يقف العاهل السعودي في استقبال ماي، ويوجه حديثه لها وهو يحمل السيف مهددا: "وجهي مزيدا من الأسئلة غير الملائمة وستحصلين على أكثر من الصفعات!".
ويأتي ذلك في إشارة إلى تصريحات ماي التي قالت إنها ستثير "قضايا صعبة" مع زعماء المملكة، حول الانتقادات الحقوقية للتحالف العربي والدور السعودي في حرب اليمن.
ويطالب منتقدون في الداخل البريطاني رئيسة الوزراء البريطانية بممارسة ضغوط على الرياض في ما يتعلق بحربها في اليمن، وسجلها في مجال حقوق الإنسان.
وقالت ماي إنها ستدافع عن حقوق الإنسان ومصالح بلادها خلال محادثاتها في المملكة.
إلا أن الكاريكاتير يسخر من هذه التصريحات، إذ إنه أظهر ماي وهي تحمل أوراقا ترمز للملفات التي جاءت لتناقشها مع السعودية، وقد كتب عليها بشكر متكرر كلمة "تجارة" وأتى في ذيل إحدى الورقات ذكر "حقوق الإنسان"، ما يشير إلى أن أولويتها التجارة والعلاقات الاقتصادية مع السعودية على حساب الملفات الأخرى، لا سيما الحقوقية.
وتعرضت زيارة ماي إلى السعودية لمزيد من الانتقادات في
بريطانيا مع دعوة زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن إلى إثارة مسألة وضع حقوق الإنسان في المملكة.
وكانت ماي قالت للصحفيين في الأردن قبل أن تتوجه إلى السعودية حيث من المتوقع أن تجتمع مع ولي العهد الأمير محمد بن نايف: "لا نواجه صعوبة في إثارة قضايا صعبة مع من نلتقي بهم، سواء في السعودية أم في أي مكان آخر في أنحاء العالم".
اقرأ أيضا: ما هي القضايا "الصعبة" التي ستناقشها ماي بالسعودية؟
وبدأت ماي الاثنين جولة في الشرق الأوسط تستمر لثلاثة أيام، قادتها بداية إلى الأردن حيث أشادت بالتعاون بين القوات البريطانية والجيش الأردني في المعركة ضد تنظيم الدولة.
وتلتقي في الرياض، قادة أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، وفي مقدمتهم الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد نجل الملك والرجل القوي في المملكة الأمير محمد بن سلمان.
وتأمل رئيسة الوزراء البريطانية في جذب استثمارات إلى بلادها التي تبحث عن شراكات اقتصادية جديدة استعدادا لمرحلة ما بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، ضمن عملية طلاق معقدة تستمر لعامين.
وتعد السعودية الشريك التجاري الأكبر لبريطانيا في الشرق الأوسط، مع صادرات بريطانية إلى المملكة بلغت في العام 2015 نحو ثمانية مليارات دولار.